توظيف الاضائة السليمة و التحكم فيها من أحد أسرار جودة الاخراج

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته  , نتكلم اليوم ان شاء الله  عن احد أسرار جودة الإخراج

 و الحصول على صور جميلة و جذابة و غاية في الاحترافية .

حقيقة الأمر أن موضوع جودة الإخراج واسع النطاق و يتطلب إلمام المصمم بأمور كثيرة  سيتم ذكرها تباعا في مواضيع قادمة بحول الله , أما اليوم سنتكلم عن احد هده الأسرار و هو الإلمام   الجيد و فهم علم  فيزياء الضوء و توظيفه في المشاهد بشتى أنواعها و التحكم  في الاضائة سواء من المصدر أو من أداة التحكم الخاصة بالكاميرا و محاولة إيجاد توازن  بين الأمرين للحصول على نتائج سليمة و جميلة و غير مشوهة ( ضبابية أو غير واضحة أو مشوشة )

لو تكلمنا عن الضوء أو الضوء المرئي  من منطلق علم الفيزياء يمكن القول أنها طاقة مشعة يشار إليها بأنها إشعاع كهرومغناطيسي مرئي للعين البشرية، ومسؤول عن حاسة الإبصار.

يتراوح الطول الموجي للضوء ما بين قيم تنحصر بين الأشعة تحت الحمراء و فوق البنفسجية.

الخصائص الأساسية للضوء المرئي هي الشدة، اتجاه الانتشار، التردد أو الطول الموجي والطيف، والاستقطاب، بينما سرعته في الفراغ، تقدر بـ (299,792,458 كم/ث) وهي إحدى الثوابت الأساسية في الطبيعة.

إن الضوء المرئي ينبعث ويمتص في هيئة "حزم" صغيرة تدعى الفوتونات

توصل الإغريق القدماء إلى بعض النظريات في مجال الضوء، وفتحت آفاق دراسة، لكنها كانت في الأغلب نظرية، ولم تتح الفرصة للبحث العملي لهذا الجانب الحيوي إلا على يد عدد من العلماء المسلمين في القرون الوسطى، ويأتي في مقدمتهم *الحسن بن الهيثم*.

لم يظهر عالم في الضوء يعتد به بعد ابن الهيثم إلا في القرن 17 أي بعد نحو سبعة قرون., ففي سنة 1666م اكتشف العالم الإنجليزي *إسحاق نيوتن *أن الضوء الأبيض مؤلف من جميع الألوان، ووجد باستخدام المنشور أن كل لون في الشعاع الأبيض يمكن أن يفصل. ووضع نيوتن نظرية تقول إن الضوء يتألف من أجسام صغيرة تنتقل في خطوط مستقيمة خلال الفراغ، وسمّى النظرية نظرية الجسيمات الضوئية.

 للضوء عدة  مصادر منها ما هي  طبيعية  كالشمس  مثلا و مصادر اصطناعية  كالمصابيح بشتى أنواعها .

لمادا ترى بعض الأجسام منكسرة ؟

الانكسار هو  تغير اتجاه مسار الموجة عندما تنـتقل من وسط مادة إلى وسط مادة آخر, تنكسر الموجات (تنثني) عندما تنتقل بزاوية من وسط إلى آخر حيث تكون سرعة الضوء مختلفة والواقع أن القشة الموضوعة داخل كوب به ماء تبدو منكسرة عند سطح الماء لأن سرعة الضوء في الماء أقل منها في الهواء, يتحدد مقدار انثناء شعاع ذي طول موجي معين، عند انتقاله من وسط إلى آخر، بوساطة قانون الانكسار (قانون سنيل) بين الوسطين لذلك الطول الموجي ويتم إيجاد قانون الانكسار عن طريق حساب المثلثات وهو دالة جيبية لزاويتي السقوط والانكسار.

 لمادا تنعكس الأجسام و تتشتت ؟

عندما يصطدم الضوء على الجسم، تحتفظ مادة ذلك الجسم بالطاقة ثم تعيد انبعاثها في كل الاتجاهات، وتسمى هذه الظاهرة بالانعكاس ومع ذلك فإن الأسطح الملساء بصريا بسبب التداخل الهدام فإنها تفقد معظم الاشعة عدا أنها تنتشر في نفس الزاوية التي كان لها التأثير ومن الأمثلة على هذا التأثير هي المرايا والأسطح المصقولة مثل الكروم، ومياه الانهار (لأن قاعها داكن).

إن التوظيف الأمثل للاضائة حسب طبيعة المشهد يعتبر من العوامل الأساسية التي يجب مراعاتها لقراءة صحيحة و إخراج احترافي , فالاضائة الجيدة و الكافية  و المدروسة تعطي نتائج جيدة  و تسحر العين البشرية التي

تعتبر بمثابة  الكاميرا للمصمم .

تخيل انك في متجر ملابس  تتجول و فجأة وقعت عينك على قطعة ملابس جميلة أسرتك  و انبهرت بمظهرها فاقتنيتها و لكنك فوجئت في منزلك بعدها لما فتحتها من جديد و تغيرت نظرتك  اليها حيث زال سحرها

و تساءلت ما سر دلك ؟

  ببساطة الجواب هو أن قطعة القماش هته كانت في ظروف غير الظروف التي أنت فيها الآن لأنها كانت موضوعة و معرضة لاضائات اصطناعية مدروسة من حيث الكمية و الموقع جعلت منها تبدوا أجمل بكثير مما هي عليه الآن.

أصبحت الاضائة الآن مصب اهتمام الكثير من المصنعين و المتخصصين في هدا المجال ينصبونها بدراسة دقيقة خصوصا في المعارض  الكبيرة لجلب اهتمام الزوار و كسب أكبر ربح في منتجاتهم بل أصبح الكثير من المتعاملين ينفقون أموال طائلة في هدا المجال خصوصا في سوق السيارات أين تبدو السيارات في المعارض  كمرآة للمحيط تسحر كل من رآها.

كما أن التحكم في التعرض للاضائة من احد الأساسيات في التصوير الفوتوغرافي للوصول إلى  نتائج  جدابة  حيث يكمن التحكم فيها من خلال تقنيات التصوير الفوتوغرافي  بواسطة عدسة الكاميرا تماما مثل العين البشرية فادا  انتقل المشاهد من وسط مضيء إلى وسط مظلم  قليلا تتسع  حدقة العين لتتلقى اكبر قدر من الاضائة و تتأقلم مع الوضع الجديد و على العكس حين ينتقل من وسط مظلم إلى وسط مضيء و ساطع تضيق  حدقة العين  مباشرة لتتلقى كمية اقل من الضوء و من هدا المنطلق تتحكم الكاميرا في شدة التعرض و التي تسمى exposure control   

في التصوير الفوتوغرافي، التعريض (بالإنجليزية: Exposure) هو كمية الضوء التي يُسمح بإسقاطها على الوسيط الفوتوغرافي سواء كان الفيلم الفوتوغرافي في الكاميرات التقليدية أو حساس الصور في الكاميرات الرقمية، وذلك خلال عملية التقاط الصورة.

التعريض الزائد (بالإنجليزية : Overexposure) يحدث عندما تكون كمية الضوء الساقطة على الوسيط الفوتوغرافي أكثر مما يجب فيؤدي إلى ظهور بعض أجزاء الصورة المضيئة بيضاء تماما وفقدان بعض تفاصيل الصورة. 

أما التعريض المنخفض(بالإنجليزية: Underexposure) فيحدث حين تكون كمية الضوء الساقطة على الوسيط الفوتوغرافي والمنعكسة من موضوع الصورة غير كافية لتسجيل تفاصيل الموضوع على الوسيط فتظهر أجزاء من الصورة مظلمة أو أقرب إلى السواد، وبالتالي أيضا فقدان بعض تفاصيل الصورة.

يمكن ضبط التعريض  يدويا أو آليا في  بعض الكاميرات

في الضبط اليدوي للتعريض؛ يقوم المصور بضبط اتساع فتحة العدسة وسرعة الغالق Shutter speed  للوصول إلى النتيجة المرغوبة. يفضل أغلب المصورون التحكم في فتحة العدسة وسرعة الغالق بشكل مستقل، لأن زيادة اتساع فتحة العدسة يزيد التعريض بينما يقلل من عمق الحقل، وخفض سرعة الغالق يزيد التعريض ولكن يتسبب في اهتزاز الصور المحتوية على حركة. قد تعتمد الأساليب اليدوية في ضبط التعريض على إحدي أساليب قياس الضوء، مع إلمام كاف بقيم التعريض، ونظام أبكس APEX أو نظام زون Zone.

في النمط الآلي للتعريض تقوم الكاميرا تلقائيا بحساب وتعديل التعريض الضوئي لتطابق قدر الإمكان بين الإضاءة العامة في الموضوع المطلوب تصويره والصورة الفوتوغرافية الناتجة، وفي أغلب الكاميرات تستخدم مقياس تعريض مدمج بتقنية القياس عبر العدسة TTL.

تتحكم الكاميرا في شدة الضوء المنبعثة إليها من خلال  فتحة  عدسة الكاميرا Aperture

 فكلما زادت ,  زادت معها شدة الضوء .

سرعة الغالق Shutter speed : تسيطر على مدة التعرض كلما زادت المدة كلما دخلت كمية اكبر  

الفيلم iso speed  : يتحكم في حساسية مستشعر الكاميرا إلى كمية معينة من الضوء

يمكن للمصور و حسب طبيعة ا لصورة الملتقطة التعديل على هدا الثلاثي  حيث تتأثر النتيجة بطبيعة تعديل احد العناصر.

فمثلا سرعة الغالق  Shutter speed يختلف استخدامها علي حسب موضوع التصوير

ان سرعة الغالق (Speed Shutter هي التحكم بالمدة التي تفصل بين وقت فتح الغالق (shutter) ووقت إغلاقه فيصبح للصورة تأثير أكبر وأفضل فكلما كانت سرعة الغالق عالية كان بالإمكان التقاط صورة ثابتة وواضحة لأجسام متحركة بسرعات عالية. فالمصور يستطيع توثيق لحظة من الزمن وهذه اللحظة قد تكون صغيرة جدا [ سريعة جدا ] مثل :تصوير ماء يتدفق بسرعة أو قطرات أو تصوير صقر وهو يهاجم فريسته وهذا النوع من الصور يحتاج سرعات عالية للغالق.

و سرعه الغالق لها علاقه وثيقه بفتحة العدسة والISO وكل مصور يستخدم الخليط المناسب من سرعه الغالق وفتحة العدسة والISO المناسب للحصول علي الصورة المطلوبة والتعريض المناسب علي حسب موضوع التصوير.

تستخدم  سرعة بطيئة للغالق  (Slow Shutter)  في ظروف الاضاءه البسيطة أو لاظهار حركه الاشياء ولكن في هذه الحالة يكون من الصعب بل المستحيل ان تمسك الكاميرا بثبات وأنت تستخدم هذه السرعات البطيئه وبالتالي تكون النتيجة صوره مهزوزه ونتيجه غير مرضيه ولذلك يجب على الاقل وضع الكاميرا علي شيء ثابت، وتستخدم السرعات البطيئه في العديد من مواضيع التصوير المختلفة وتختلف السرعات المطلوبة علي حسب الاستخدام مثل (التصوير الليلي - تصوير الطبيعة - الخ)

إن فائدة الغالق البطيء (Slow Shutter) في حال تصوير أشياء ثابتة ومع وجود إضاءة منخفضة يمكن للتعرض  البطيء أن يزيد من إضاءة الصورة لكن مع وجود أي شيء يمكن تثبيت الكاميرا فوقهـا ، والغالق البطيء مفيد في تصوير الحياة الصامته بشكل عام وتصوير الخطوط الضوئية وبعض أنواع التصوير الليلي، وأيضاً تصوير حركة النجوم.

خلاصة القول ان التحكم في الاضائة سواء من مصدرها الرئيسي أو من مدخل الكاميرا من الأساسيات لوصول المصمم إلى نتائج جيدة و جذابة  ,و توظيف مصدر الاضائة حسب طبيعة المشهد و تموضعها في المشهد و تفادي التعرض المباشر لها يزيد من جماليات الإخراج كما أن التصوير الثابت و المتحرك له تقنياته الخاصة فيما يخص تعديل التعرض للاضائة  بواسطة الكاميرا كما أن توظيف أنواع الكاميرات له تأثير كبير في الإخراج

في الأخير أرجوا أنني وفقت إلى حد في إيصال المعلومة التي تعتبر احد مفاتيح جودة الإخراج .